ألقى رئيس منطقة صقلية، ريناتو سكيفاني، كلمه بمناسبة الزيارة المشتركة إلى صقلية ولامبيدوزا التي قامت بها لجنة الديمقراطية والأمن، واللجنة الفرعية للشراكات، ومجموعة العمل الخاصة بالبحر الأبيض المتوسط والشرق الأوسط التابعة للجمعية البرلمانية لحلف الناتو.
وتوجه بالشكر إلى أعضاء الجمعية البرلمانية لحلف الناتو الحاضرين في باليرمو على اهتمامهم ومشاركتهم الشخصية في هذه المبادرة الدولية المهمة، المنعقدة في المبنى المرموق الذي يضم برلمان صقلية، العريق في تاريخ البحر الأبيض المتوسط.
كما رحب بجميع قادة وأعضاء الجمعية البرلمانية لحلف شمال الأطلسي لاسيما لورينزو سيزا، الذي يرأس الوفد الإيطالي.
وأكد أن لجنة الديمقراطية والأمن، واللجنة الفرعية للشراكات، والمجموعة الخاصة للجمعية البرلمانية لحلف شمال الأطلسي (الناتو) المعنية بالبحر الأبيض المتوسط والشرق الأوسط، تظهر الاهتمام الذي توليه المؤسسة للدور الجيوستراتيجي لصقلية في منطقة البحر الأبيض المتوسط الموسعة.
وتطرق إلى ديناميكيات الهجرة المتنامية و فرص النمو والتنمية الاستثنائية لمنطقة البحر الأبيض المتوسط المستقبلية.
وأشار إلى مهمته بشأن توضيح دور صقلية في البحر الأبيض المتوسط، مضيفاً أنه على مدى آلاف السنين من تاريخ البحر الأبيض المتوسط، لعبت صقلية دور مفترق طرق، ومكان للقاء والصراع، ولكن أيضا للتفاعل بين الثقافات والحضارات والمجموعات العرقية والأديان.
وتحدث عن إلهام البحر الأبيض المتوسط العلماء والمؤرخين والجغرافيين والفلاسفة وعلماء الأنثروبولوجيا، وتحديد هوياته المتعددة.
وأوضح أن جزء كبير من تاريخ البشرية مر عبر البحر الأبيض المتوسط.
وأكد أن البحر يمثل محور التاريخ العالمي، وهو بحر الحضارات الذي وصفه بروديل، والذي يتغذى من التبادل بين الثقافات والأديان، حيث نما الوجود البشري وتطور في المعتقدات واللغات منذ الأزل، فيما يغير منظوره تحت ضغط التحولات الاقتصادية والاجتماعية والديموغرافية الكبرى و الهجرة وفرص الطاقة والاتصالات الرقمية، والحاجة إلى حمايةٍ مشتركة للنظم البيئية والتنوع البيولوجي.
وأوضح أفريقيا ستتجاوز قريبًا ملياري نسمة، مع أدنى متوسط أعمار وأعلى مستوى فقر، وأن هذه القارة تحتوي أيضًا على 50% من موارد العالم المعدنية، و50% من أراضيه الصالحة للزراعة، و60% من مياه الشرب.
وذكر أن أوروبا، على الرغم من ثرائها وتقدمها، غير قادرة على تجاوز الانقسامات الداخلية، على الرغم من طموحات التنمية.
وحذر من أن دائرة العنف التي أشعلتها مذبحة 7 أكتوبر 2023، أظهرت توقعات تنامي حالة عدم الاستقرار التي انعكست على منطقة البحر الأبيض المتوسط.
وشدد على ضرورة تحقيق مسار الأمن الأوروبي المتكامل، موضحاً أن إيطاليا اتخذت القرار الصائب بإطلاق خطة ماتي، التي تهدف إلى جعل إيطاليا، بدءًا من صقلية، جسرًا بين الاتحاد الأوروبي وأفريقيا، ما يسهل الحوار والتعاون بين القارتين.
وقال سكيفاني إن إيطاليا وصقلية، يمكنهما لعب دورا حاسما باختيار نهج متوازن أساسه التعاون المتبادل، والقيام بدور مهم ليس فقط على الصعيد الثنائي، بل في إطار البعد الأوروبي وداخل حلف الناتو.
وأشار إلى مشاركة منطقة صقلية، بالاتفاق مع وزارة الخارجية، في خطة ماتي بمشاريع هامة في العديد من البلدان الأفريقية، مؤكداً الالتزام تجاه الهيئات الأوروبية، مثل اللجنة الأوروبية للمناطق والجمعية الأورومتوسطية، والتي ستعقد اجتماعا مهما في باليرمو قريبا في إطار البرنامج الأوروبي إيطاليا تونس.









