*بقلم دانييلي روفينيتي
باتت إيران عند مفترق طرق استراتيجي قد يُعيد تعريف توازن القوى في الشرق الأوسط لعقود قادمة.
وفي أعقاب الهجوم الإسرائيلي و رد الفعل، تجد طهران نفسها أمام اختيار حول اتخاذ طريق الحرب الشاملة أو قبول تسوية تتمثل في التخلي عن السباق النووي.
وفي الواقع فإن الخيارين مكلفان جدا، حيث يعد الاستقرار الداخلي للنظام أمرا حاسما، ليس فقط في نتائج الأزمة، بل في استقرار المنطقة بأكملها.
وتعد عملية “الأسد الصاعد” نقلة نوعية في الموقف الإسرائيلي، حيث حملت في ثناياها ضربة لقلب صناعة القرار في إيران، ما أسفر عن تصفية شخصيات رئيسية وإلحاق أضرار بأصول استراتيجية.
يتركز الاهتمام حالياً على خطوات إيران التالية، وبعدها سنفهم حجم القوة العسكرية المتبقية للنظام.
ويعد رد الفعل حتى الآن محدودا، ما يمكن أن يشير إلى أن الهجمات الإسرائيلية قللت بشكل كبير من القدرات التشغيلية لأنظمة طهران الدفاعية والهجومية.
كما هددت إيران بإغلاق مضيق هرمز بشكل مباشر أو عبر ضغط يمارسه وكلاؤها في المنطقة.
مثل هذه الخطوة قد تعرض أحد أكثر الطرق البحرية استراتيجية في العالم للخطر، ما سيحمل تداعيات فورية على إمدادات الطاقة العالمية.
أما أوروبا وبشكل خاص إيطاليا، فإن الخطر مباشر، حيث تمر حصص أساسية من النفط والغاز عبر المضيق.
إن أية تغييرات بشأن هذا ا الممر البحري سيؤدي إلى عدم استقرار اقتصادي وضعف في إمدادات الطاقة للقارة.
يأتي هذا في لحظة حرجة للغاية، حيث يحاول الشرق الأوسط التحرر من الصراع المزمن، عبر التركيز على التنمية والاستقرار الجيو اقتصادي.
فيما تتعرض الهياكل الإقليمية الجديدة مثل ممرات الهند والشرق الأوسط وأوروبا (إيمك) لضغوط عدة.
وفي هذا الصدد، ترتفع أسعار النفط عالمياً. وفي حال استمرار الأزمة، من المرجح تباطؤ الاستثمارات الدولية، الأمر الذي سينعكس على المشاريع الاستراتيجية وشبكات اللوجستيات الناشئة.
وفي هذا السياق، لأوروبا مصلحة مباشرة، ليس فقط لأسباب تتعلق بالطاقة والتجارة، ولكن لأسباب تخص الأمن الداخلي.
إن عودة التهديد الإرهابي الدولي المرتبط بوكلاء إيران ليست فرضية بعيدة.
*مستشار أول بمؤسسة ميد أور الإيطالية