تحدث سفير المغرب في إيطاليا يوسف بلا، بمناسبة عيد العرش المغربي، مشيراً إلى أنها ذكرى رمزية راسخة في الوجدان الوطني.
وأضاف بلا: يُمثل هذا اليوم أكثر من مجرد إحياء ذكرى، بل هو تجسيد حي للرابطة الراسخة التي تربط الشعب المغربي بعاهله، الملك محمد السادس.
وأشار إلى أنه احتفال بعهد تاريخي، تُجسّده البيعة المتجددة باستمرار، والتي تمتد جذورها إلى أكثر من اثني عشر قرنا.
وتابع سفير المغرب: اليوم، لا نحتفل فقط بذكرى اعتلاء جلالة الملك العرش، بل نحتفي أيضًا بزخم أمة في حركة حثيثة، ورؤية ثاقبة لقائد مستنير، ونجاحات شعب متحد حول قيمه التأسيسية.
وشدد على ضرورة قياس التقدم المحرز، والتحديات التي تم تجاوزها، والأهداف التي تحققت.
وأكد أن المغرب يشهد اليوم تحولًا جذريًا، راسخًا في جذوره العريقة، فيما يتجه بقوة نحو الابتكار والتنمية المستدامة.
وكشف أنه بين عامي 2014 و2024، تضاعفت الصادرات المغربية، مستفيدة من اتفاقيات التجارة الحرة العديدة التي تتيح للمغرب الوصول إلى سوق عالمية تضم أكثر من 3 مليارات مستهلك.
كما باتت صناعة السيارات رائدة، مما يضع المغرب بين أبرز المراكز العالمية لإنتاج وتصدير السيارات، بطاقة إنتاجية متنامية باستمرار ومعدلات اندماج محلي متزايدة بسرعة، بحسب سفير المغرب.
وأشار إلى زخم مماثل في قطاعات الطيران والأعمال الزراعية والسياحة والخدمات.
وأكد أن المغرب رسّخ مكانته كلاعب عالمي رائد في مجال الطاقة المتجددة، مشيراً إلى مجمع نور للطاقة الشمسية في ورزازات، ومزارع الرياح في طنجة وطرفاية، والمشاريع الجديدة الجارية، ما يعكس التزام المغرب بالاقتصاد الأخضر الخالي من الكربون.
كما أكد على أن رقمنة الخدمات العامة تشهد تزايدا متسارعا، ويشهد قطاع الشركات الناشئة نموا متسارعا.
وذكر سفير المغرب أنه تحت قيادة الملك محمد السادس، عزز المغرب مكانته كفاعل موثوق ومؤثر على الساحة الإقليمية والعالمية. ولا تزال قضية الصحراء المغربية أولوية ثابتة في سياستنا الخارجية.
وأكد أن خطة الحكم الذاتي، التي قدمها المغرب عام 2007، تحظى بدعم دولي واسع، حيث أعربت 123 دولة عضوًا في الأمم المتحدة بما في ذلك ثلاث دول دائمة العضوية في مجلس الأمن عن دعمها للسيادة المغربية ومبادرة الحكم الذاتي، التي يُعترف بجديتها ومصداقيتها وواقعيتها.
كما تم افتتاح 30 قنصلية لدول أفريقية وعربية وأمريكية لاتينية في مدينتي العيون والداخلة، وهو دليل ملموس على الاعتراف الدولي بالسيادة المغربية على الصحراء، وفقاً لبلا.
وأوضح السفير المغربي أنه في أفريقيا، تتمثل الرؤية الحقيقية في التعاون جنوب-جنوب، القائم على التضامن والمسؤولية المشتركة والتنمية المشتركة.
وأكد أن المغرب بات حلقة وصل استراتيجية بين القارة الأفريقية وأوروبا والمحيط الأطلسي والبحر الأبيض المتوسط.
وتابع بلا أن العلاقات بين المغرب و إيطاليا باتت اليوم أكثر تميزًا من أي وقت مضى، حيث ترتكز على تاريخ طويل من الحوار والصداقة.
وأكد أن إيطاليا تعد شريك سياسي واقتصادي رئيسي للمغرب.
ومضى يقول: الشركات الإيطالية في المغرب تعد منصة استراتيجية لأفريقيا، بينما تجد الشركات المغربية في إيطاليا سوقا ديناميكيا وواعدا.
وأشار إلى أن الحوار بين الجانبين يشمل قضايا مثل الأمن والعدالة والثقافة والبيئة والطاقة.
